Saturday 14 May 2011

السقوط هو المستحيل

سوف تسأل نفسك بالطبع عن من أتحدث و من أقصده بالسقوط و ستزيد دهشتك ايضا عندما تعلم اني اتحدث عن سقوط أم الثورات العربية و اني هنا اشبهها بطائر العنقاء .... و من الممكن ان تسأل نفسك عن طائر العنقاء أيضا فصدقني اني لم أكن اعلم اي شيء عن هذا الطائر الا عندما قامت مجموعة الوايت نايتس المنتمية لنادي الزمالك بتشبيه حال النادي منذ عامين بحال هذا الطائر العجيب الذي يرفض السقوط و الموت دائما و الذي تقول الأساطير القديمة عنه انه عندما تقترب ساعة موته يعمد إلى إقامة عشّه من أغصان أشجار التوابل
ومن ثم يضرم في العش النار التي يحترق هو في لهيبها.
وبعد مرور ثلاثة أيام على عملية الانتحار تلك ينهض من بين الرماد طائر عنقاء جديد.






هذا هو ما حدث مع ثورة الياسمين أو أم الثورات تلك الثورة الملهمة و التي لم تكن لتقم لولا ما حدث مع محمد البوعزيزي الذي أدعوا من يقرأ تلك التدوينة ان يدعوا له بالرحمة و المغفرة و ان يحتسبه الله عنده شهيدا هو و سائر شهداء المسلمين
أري كمواطن مصري ان لثورة تونس الفضل الأعظم لقيام ثورتنا في مصر و قد يختلف معي أغلب النشطاء المصريين - و أنا لست بمنهم - فهم يروا أن ثورة تونس كانت المحفز و ان مصر لديها ما يكفي من الظلم للقيام بثورة و لكني لا أري ذلك فانا ممن ينسبون معظم الفضل لتونس و متاكد انه لو عاد الزمن و لم تقم ثورة تونس فلن تقوم ثورتنا أيضا  و لو بعد 30 سنة أخري .... لذلك أعتقد ان علينا ان نرد الجميل لتونس التي لم نكن نعلم عنها سوي أن الترجي و الافريقي و النجم الساحلي و الصفاقسي هي أقوي الفرق هناك و التي تتنافس علي البطولات و لذلك كنا نعرف ان الشعب التونسي هو شعب عصبي و شجاع و مقاتل كما كنا نري في المدرجات و لم نكن نعلم أبدا عن الشعب الطيب المتسامح و هي صفات جيدة و لكن ليس لها وقت الان في حياة التوانسة او من المفترض ان يكون
تفاعلنا مع تونس بعد نجاح ثورتنا كثيرا فاسبوع بعد الاخر كنا نسمع عن انجازاتكم المتتالية و منها حل حزب التجمع و منع اعضاوه من ممارسة الحقوق السياسية و ايضا حل جهاز الامن القومي او السياسي و اقالة حكومة الغنوشي و غيرها و المتتبع لانجازات الثورة المصرية سيجدها كانت سائرة علي علي درب شقيقتها في تونس الي ان تفوقت عليها الان  ... كنا دائما في مصر نتحمس عند سماع خبر جيد من تونس و نسعي لتقليده عندنا في مصر و كان ذلك من مصادر حماسنا الا ان توقفت الاخبار من تونس فاعتبرنا ان ذلك ما هو الا دليل علي انتهاء ثورة تونس من تنفيذ أهم مطالبها الي ان ظهرت تلك الرسالة الهامة  التي فاجئتنا كمصريين لاننا كنا منشغلين بثورتنا و كيفية القضاء علي بقايا النظام و ايضا بالثورات العربية الاخري التي أدعوا الله لها بالتوفيق.
من هنا بدء الاهتمام بمتابعة أخبار تونس مرة أخري التي تيقنت انها سلبت منهم و انها قد تبدأ من جديد و ربما من الصفر
بالتأكيد لن أستطيع ان احدثكم عن ما يحدث في تونس من سرقة و التفاف علي الثورة  أفضل من هؤلاء الاشخاص تونسي وأفتخر و تونسية ثورية الذين يحرصون علي     مصلحة تونس أكثر من بالتأكيد  ولكني سأكتفي بأن اقول لك انه قد تكون هناك مؤامرات لتنويم الشعب و تأجيل الانتخابات و ارضاء الشعب بحكم العسكر كما هو الحال في الجزائر 

رأيي الشخصي : بعد متابعتي للأحداث في تونس أري انه هناك أولويات للعمل بها و أنا أدعوا من يقرأ تلك الأولويات ان يناقشني بها ان كنت مخطيء.
1_ الدعوة لمسيرات ضخمة للتأكيد علي مطالب الثورة و الضغط لاقالة حكومة السبسي او علي الاقل الضغط لتنفيذ جزء من مطالبكم فتلك الدعوات نجحت جزئيا في مصر بالضغط علي المجلس العسكري لتنفيذ بعض المطالب
أسلوبكم في الدعوة للمظاهرات لا يجب ان يقتصر علي الانترنت و يجب النزول للشارع حتي و لو كانت هناك صعوبات امنية 
2- توعية الشعب التونسي بكيفية اختيار من يمثله في الانتخابات و عمل قوائم للتجمعيين و الملتفين علي الثورة و تعريف الشعب بهم لعدم اختيارهم في اي انتخابات قادمة
3- العمل علي ضمان نزاهة الانتخابات و الاشراف القضائي و الدولي عليها ... أتمني تستعينوا بمصر في ذلك ..... من الاخر تدبسونا في الاشراف عندكم و بلاش الغرب و خاصة فرنسا مش عارف ليه مش مرتاح لفرنسا
4- الاهتمام بالجانب الاقتصادي و عدم اهماله ..... انت لو خيرت معظم الشعب بين انه يجوع و بين الحرية هيضطر لاختيار رغيف العيش
5- التونسيين في فرنسا يا ريت لو بايدهم حاجة يعملوها و يقدروا يساعدوا بلدهم .. بصراحة مش سامعلكم حس و كانكم مش تونسيين ....  لو غلطان اي حد ممكن يصححلي 
يا ريت اكون قدرت اقدم حاجة لتونس  و نتمني التوفيق لكم يا رب ... احنا ملناش الا بعض و سوريا لما تتحرر ان شاء الله و المغرب و العراق و الاردن و الجزائر لان باقي الدول العربية  -  الخليجية - شعوبها فرحانة انهم دلاديل لأمريكا و الغرب

  اذا الشعب يوما أراد الحياة ..... فلابد ان يستجيب القدر 
     ولا بد لليل أن ينجلي ........ ولابد للقيد أن ينكسر

No comments:

Post a Comment